Monday, May 19, 2008

نظرية ختم النبوة

خير المغانم في شرح نهج الطلاسم

(16)

أي معنى لاختتام الرسل بالهادي البشير

والورى في حاجة عظمى لعلام خبير

كل وقت أم عماهم عنده ليس يضير

أم يرى الدين لبعض دون بعض

لست أدري

نظرية بعث الانبياء تقوم على عنصرين رئيسيين-

احدهما:- حاجة البشرية لتوجيهات عليا من الاله العالم بما يصلح الانسان وما يفسده.

والآخر:- يجب على هذا الاله رعاية لمصالح عبيده (قاعدة اللطف) ان يبعث لهم قائدا سياسيا (نبي) يمثل جميع السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية.

حسنا لن نناقش النظرية من حيث الاساس مسلمين جدلا بصحتها.

ولكن من حقنا ان نطرح السؤال التالي:

اذا كانت البشرية في مراحلها البدائية بحاجة ماسة الى قائد سياسي منقذ يقود البشرية للتنظيم والعدل والصلاح،

فهل استغنت البشرية عن ذلك في ظل زيادة سكان المعمورة وتعقد الحياة في مجمل نواحيها المختلفة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وعلميا...الخ؟.

والجواب ينقسم حصرا في خيارين:-

الخيار الاول- افتراض الاستغناء عن مرسول من الله للناس لتطور العقلية العامة وكفاية النظام الديموقراطي كافضل اسلوب لادارة الشأن العام المرتبط بالناس.

وهذا الامر يفسر ختم النبوة وعدم تدخل الاله في الشؤون الداخلية للبشر وتركهم يقررون مصيرهم بانفسهم.

ولكنه ينتج نسخ الديموقراطية للاديان كافة وانتهاء دور الدين بانتهاء زمان الحاجة اليه.

الخيار الثاني- عكس الخيار الاول زادت الحاجة لرسول من الاله لزيادة المشاكل ونمو التنافس بين البشر وزيادة الرقعة الرمادية التي لا تتضح فيها المصالح والفاسد.

بل ولتضارب المصالح والتنافس عليها ليس بين الافراد فحسب بل بين الامم والدول.

وان الديموقراطية ليست هي الحل الامثل للبشرية لعجزها عن ايقاف الحروب والتغلب على الخراب والفقر والدمار الذي يطال قطاعات واسعة.

فالبشرية اليوم بحاجة ماسة اكثر من اي وقت مضى لبعث نبي يجب على الاله ان يرسله لتحقيق حلم البشرية في العيش الرغيد بسلام للجميع.

فلماذا ختم الرسالة واستقال من عمله وترك الحبل على الغارب؟

هل اكتشف خطأه في ارسال مبعوث من قبله للامم المتحدة فندم وغير سلوكه؟

هل قصر في اداء واجبه فلم يكترث لما تعانيه البشرية من اختلاف ومشاكل جمة؟

هل كان يهتم بعرب الجزيرة العربية في القرون الخالية ولا يكترث للاجيال التالية من البشرية؟

هل انه لا زال يدرس خياراته وانه في حيرة كيف ينقذ البشرية؟

ولنسرح اكثر ونسمح لانفسنا بالتحليق في عالم الخيال ونسئل:

هل اعجبته فكرة الديموقراطية فشكل برلمانا من الملائكة يتدارسون الخيارات؟

وان العملية تمر بمخاض عسير لم تنجب لحد الان قرارا حاسما؟

في النهاية الخيار الثاني ينتج خطأ الاديان وتخلي الاله عن واجبه والتزامه

مما يعني عبثية الاله وسقوط توجيهاته وعدم صلاحية الانقياد له على فرض تسليم صحتها من حيث الاساس.

Wednesday, May 7, 2008

العصا التي يتوكأ عليها ويهش بها

خير المغانم في شرح نهج الطلاسم
(15)
(القرآن وبعثة الأنبياء)
ما حكى القرآن عما هو في النجم يبين
إنما قال مصابيح هدى للسالكين
بينما تنبي اكتشافات الدهاة البالغين
انها مأهولة لكن بمن ذا؟
لست أدري
فإذا القرآن قد أوحي من رب السما
فلماذا لم يفد كيف أقام الأنجما
كيف ما سن قوانين تقيم الأمما
أم لما نحتاج فيه ليس يدري
لست أدري
كيف خص الرسل بالمشرق دون المغرب
ولما في الشرق قد خصوا بقوم العرب
أوليست كل أهل الأرض أهلا لنبي
أم تراهم في غنى عن بعث هاد
لست أدري
يرتكز ايمان المسلم على عصا واحدة لو سقطت انهار مبرر الايمان منطقيا والعصا التي يتوكأ عليها الايمان هي معجزة القرآن لذلك يتوقف النقاش حول معجزة القرآن وكل من يشك في تحريف القرآن يخرج من ربقة الايمان ويتم تصنيفه في فئة الكفار وينضم برغبته او بدونها الى نادي اللادينيين العرب او العجم.
فلو سالت أي مسلم عن برهان ايمانه لاجابك على الفور وبكل ثقة انه القرآن المعجزة الخالدة واذا ما سالت كيف صار القرآن معجزة اجابك بسرعة البرق ان محمد بن عبد الله تحدى البشرية جمعاء ان يأتوا بمثله او بسورة من مثله فعجزوا واعترفوا بالهية القرآن وحتى الكفار المعاندين استسلموا واذعنوا ببلاغة القرآن وفرادة الفرقان رغم براعتهم في البلاغة والبيان وانه لم يستطع احد مجاراته وان التحدي مفتوح الى يوم يبعثون وها انت ترى بام عينيك تفوق القرآن وعجز الانسان أفلا يكفيك هذا الاعجاز والبيان؟!.
ابتداء هذا النحو من الاستدلال يتضمن اعترافا بحقيقة ان انهيار ركيزة اعجاز القرآن يؤدي الى انهيار الايمان وسقوط مبرره ومن هنا نريد ان نبعث دابة أرضنا لتأكل منسأة الايمان حتى تتبين الجن والانس ان لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين.
هذا الدليل والبرهان المزعوم لصحة بعثة محمد وصدق نبوته لا يرقى لحقيقة الدليل والبرهان على قضية عادية فضلا عن دعوى استثنائية فدعوى معجزة النبوة بالقرآن وبلاغته وتحديه بفصاحته ساقطة تماما لتوجه الخلل لها من نقاط عديدة:-
النقطة الاولى:- التحدي ليس سبيلا لاثبات اي دعوى كانت فلو ادعى شخص ان في مجرة اندروميدا بشر بثلاث رؤوس وتحداك بان تثبت العكس فهل العجز عن تقديم الاثبات على النفي دليل على صحة الدعوى وان هؤلاء البشر موجودون بالفعل؟.
فاطلاق التحدي والرهان حرفة العاجز عن توفير البرهان ومغالطة تحتج بالجهل.
فلو سلمنا ان احدا لم يستطع الاتيان بمثل القرآن فهذا لا يثبت صدق دعوى النبوة.
النقطة الثانية:- لا تبخل الطبيعة بانجاب أذكياء وموهوبين يتميزون على الاخرين في حقل من الحقول الادبية او العلمية او الرياضيات او غيرها فلا يستطيع احد الوصول لكعب منزلتهم فلا تجد احدا قادرا على ان يكون مثل انشتاين والكل عاجز عن ان يكون على غرار الجاحظ او جبران خليل جبران او المتنبي او غيرهم في الادب ببساطة لان التميز لا يمكن تقليده مئة في المئة فخصائصه عبارة عن مجموعة امتيازات وتجارب تمثل هوية هذا المبدع او ذاك فلا يمكن تقليدها او استنساخها تماما كبصمة اليد او شفرة الحامض النووي (D N A).
النقطة الثالثة:- حتى يكون التحدي بمستوى من المعقولية يتعين تحديد عناصر التشابه المعروضة للرهان والتحدي، ويجب ان تلعب لجنة محايدة دور الحكم.
فما هي النقاط التي يتوفر عليها القرآن ويعجز الآخرون عن مجاراتها؟.
وأي لجنة أو جهة محايدة تحكم على العمل المقدم من انه يحقق التشابه المطلوب او لا؟.
مضافا الى لزوم ان يكون الجو آمنا للمتحدي من الاضطهاد وليس سرا جو الخوف والرعب المحيط بمن تسول له نفسه ان يغامر بالتحدي ليثبت كفره واستحقاقه للموت الفوري.
ورغم ذلك كله انطلقت انتاجات التحدي ومعارضات القرآن تترى منذ اطلاق رهان التحدي والى اليوم ولكن اذا كان خصمك القاضي فمن تقاضي؟.
النقطة الرابعة:- لنتغاضى عن ما كل سبق ونفترض اعجاز القرآن وعجز البشر عن مجاراته لكن ذلك لا يثبت الهية القرآن وانه من الله اذ القسمة غير منحصرة بين الله والبشر فهناك اطراف اخرى يحتمل ان تكون المصدر الفعلي للقرآن فاذا ثبت عجز البشر عن الاتيان بعشر سور مثله فهذا لا يساوي انه من الله فربما هذا الابداع الادبي لا يستطيع البشر صنع مثله لان مصدره الشيطان او الجن او الملك او مخلوق فضائي يتمتع هذا المصدر بتفوق ادبي وبلاغي لا يرقى له البشر.
فانتفاء بشرية القرآن لا يثبت الهيته لان النفي اعم من كون المصدر الهي فلعله كائن آخر وكما يقول المناطقة الاعم لا يثبت الاخص.
النقطة الخامسة:- معلوم منع كبار الصحابة كتابة حديث النبي حتى لا يختلط بالقرآن فاذا كان الصحابة عاجزين عن تمييز القرآن عن كلام محمد فهذا يعني ان القرآن فارغ من اي ميزة اعجازية وان محمد هو المؤلف الحقيقي للقرآن فهو بشري وليس من الله.