Thursday, March 6, 2008

ذبح الأضاحي بمنى


خير المغانم في شرح نهج الطلاسم (4)

القربان أو ذبح حيوان للإله، عمل عرفه الجنس البشري منذ القدم. فكان تقديم الحيوانات قرابين لمختلف الآلهة والآلهات مظهرا بارزا من مظاهر التفكير الديني القديم في الشرق الأوسط. ومعظم الديانات تدعو إلى تقديم القرابين من قبل الناس لأغراض شخصية بحتة. ووفق علم الجنس البشري ـ الأنثروبولوجيا ـ تقديم القرابين هو تعبير عن حاجة الكائنات البشرية إلى الاتصال بالذات المقدسة، فهي إذن وسيلة لربط عالم البشر المرئي المحسوس بالعالم الروحاني غير المرئي الذي تتواجد فيه الآلهة، كما يروي القرآن عادة تقديم القرابين عن الأديان السالفة ويقرها
( وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ {الحج/27} لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ {الحج/28}...... وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ {الحج/34}
وهكذا تقديم القرابين ممارسة عامة مترسخة في العقلية العامة وثقافة البشر منذ القدم فحتى عبدة الأصنام يمارسونها ويقتربون لها بذبح الاضاحي.
وإذا كان للأضاحي بمكة أو منى فائدة إطعام الفقراء في القرون الخالية فما فائدة ذبح أكثر من مليوني او ثلاثة ملايين رأس من المواشي تذهب هدرا في يوم العيد بمنى إهدار كبير للثروة وتلويث للبيئة ثم تشتغل السلطات بدفن هذا الكم الهائل من اللحوم اين ذهب آيات (أَفَلَا تَعْقِلُونَ {المؤمنون/80}) (لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ {البقرة/219}) (أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ {الأنعام/50}) الخ؟!

هذه الأنعام ماذا ذنبها توسع جزرا
ما هي الجدوى بأن نملأ منها البر نحرا
أيصان الدين من هذي الدما تسفك هدرا
أم إلى التبذير معنى غير هذا
لست أدري
أي فرق بين هدي الحج أيام منى
والذي يدعى بقربان النصارى بينا
والذي يهدى إلى الأوثان في نيل المنى
وإذا الكل على حق فحقا
لست أدري
أحرام نظر العاقل في هذي الأمور
وعليه يجب التقليد حتى في الفجور
فلم الله حباه بعض عقل وشعور
أم ترى الدين خلاف العقل يأتي
لست أدري

5 Comments:

Blogger rai said...

حتى وان لم اعلق فانا من المتابيع لك

تسجيل حظور عزيزي :)

March 6, 2008 at 8:17 PM  
Anonymous Anonymous said...

الحج الإسلامي هو النسخة المطورة من الحج الجاهلي .

بل إن بعض المؤرخين يرون أن ظاهرة الوأد في العصر الجاهلي ماهي إلا إمتداد ظاهرة القرابين التي تقدم لآلهات العرب الأولية.

March 7, 2008 at 10:02 AM  
Blogger Bassam said...

الشكر الجزيل لك اخي الفاضل الكريم علي على المتابعة
ولغير المعرف على التعليق الجميل اوافقك ولي موضوع في ذلك لا املك الوقت حاليا لكتابته ونشره ربما في المستقبل

March 7, 2008 at 11:02 AM  
Blogger Hayat said...

اتفق مع رد الغير معروف ......

و لك هذا الخبر :
بلغت 200 مليون ريال سبب قلة المنافسة والإقبال الكبير من الحجاج
أرباح خيالية لمطاعم الوجبات السريعة بالمشاعر المقدسة خلال موسم الحج
http://www.alaswaq.net/articles/2007/12/21/12867.html

هذا الخبر يدفعني لطرح سؤال .. لماذا تركوا الأضاحي الحلال و اتجهوا إلى البدعة " الوجبات السريعة" و هي بدعة من الشيطان الأكبر امريكا و الغرب ؟ و من سيأكل الأضاحي الحلال؟

شكرا

March 7, 2008 at 6:58 PM  
Blogger Bassam said...

العزيزة حياة شكرا لك على الافادة
وللجواب على سؤال
يعود ذلك لعدة اسباب منها
1- المجزرة ليس بها مكان مناسب للطبخ وهي بعيدة جدا تحيط بها الخيام وسط صحراء ومن يريد ان ياخذ اللحم يلزمه حمله على كتفه عدة كيلو مترات اذ لا يسمح للسيارات بالتنقل هناك.
2- الذبح يكون في يوم واحد لاكثر من مليوني راس من الانعام.
3- تتكدس الللحوم كالتلال وتتعفن بسرعة فتقوم السلطات بدفنها خوفا من انتشار الامراض وتفشي الاوبئة.
لاحظي انه مع استثاء الجمال والبقر فان الاغنام التي تذبح تزيد على المليونين وسعر الراس حوالي 500 ريال فيكون المجموع = اكثر من 1000000000 ريال سعودي

March 8, 2008 at 9:49 AM  

Post a Comment

Subscribe to Post Comments [Atom]

<< Home