Sunday, March 16, 2008

المتعة شطارة وليست دعارة

هذا المقال اكتبه نقاشا لمقال كتبته المدونة البحرينية حياة (الحليف في المنهج الفكري) انتقدت فيه الزواج المؤقت واعتبرته دعارة
وانا ابتداءا اوافقها في لزوم الابتعاد عن التوصيف الديني حلال حرام فالعقل يجب ان ينظر لهذه العلاقة الحميمة المؤقتة بين الجنسين الذكر والانثى بغض النظر عن التوصيف الديني او المذهبي فانا لا اقصد بالمتعة خصوص الزواج المحدد باجل ومهر بشروط دينية معينة مثل لفظ الايجاب والقبول واذن الوالد والعدة الخ.
بل انا اقصد بالتحديد العلاقة التي لا تلتزم بالرابطة المستدامة سميتها صداقة بين الجنسين (بوي فرند، كير فرند) او سميتها (زواج فرند كما عن الزنداني) او ( الزواج العرفي) او ( زواج المسيار) او (زواج المسفار) او ( الزواج بنية الطلاق) او اي اسم اخر.
تعددت الاسماء والعلاقة واحدة فمن منطلق علماني لا اعتراض عندي على العلاقات الحميمة العابرة او التي لا تلتزم الديمومة وما تشريع المتعة ابتداءا في الاسلام باتفاق المسلمين ونص القرآن واستمراره براي الشيعة دون السنة الا تعبيرا عن حاجة اجتماعية لا تلبى الا من خلال تقنين يقر العلاقة المحدودة زمنيا مع تحفظي على القيود الدينية من لفظي الايجاب والقبول والمهر والعدة وغيرها.
فتوصيف الفعل بالحل والحرمة وظيفة كهنة الدين وليس من شغلي ولا اهتمامي ذلك.
فنحن نشاهد العقد النفسية تتفاقم نتيجة الحرمان الجنسي وتعقيدات الدين والقيود المجتمعية ومع ذلك لم تستطع كل تلك القيود من الغاء الممارسة الجنسية في الخفاء خصوصا العابرة والمؤقتة وتزداد هذه الظاهرة في البلدان التي تعاني من داء التشدد الديني.
فالتشريع الديني او العلماني ينشأ عن الحاجة الاجتماعية لكن هذا التشريع قد يتوافق مع مبادئ العدالة وقد يصطدم معها وبعبارة ثانية ربما يكون القانون حياديا منصفا وربما يقف لصالح طرف ضد آخر فليس هناك مشرع يضع قانونا ما الا ويستهدف حل مشكلة اجتماعية لكنه ينجح او لا ينجح وباي مقدار؟ تلك مسئلة اخرى.
توصيف هذه العلاقة بالدعارة يعني رفضها ليس على اساس خيار شخصي فحسب بل على اساس حقوقي ومن هذا المنطلق ارى ضرورة رفض هذا التوصيف واعطاء الحق لهذه الممارسة كحاجة اجتماعية لفئة من الناس بغض النظر عن الموقف الشخصي من القبول او الرفض لهذه الممارسة ويشبه ذلك الموقف من المثليين فانا اؤيد اعطائهم الحق في ممارسة ميولهم الجنسية الشاذة ولا يصح وصفهم باوصاف قاذعة لمجرد اني ارفض شخصيا هذه الممارسة لعدم توفر دوافعها النفسية عندي.
الموضوع برمته يرتبط بقضية اجتماعية ذات بعد حقوقي ومن هذا المنطلق اؤييد اعطاء الحرية الشخصية لممارسة العلاقة بين الجنسين والصداقة بين الاثنين بلباس ديني او بدونه فاذا وجد الرجل والمرأة الراشدان الميل المشترك للعلاقة والتوافق بينهما في ظل نضوج ووعي منهما بالارتباط المؤقت فاهلا وسهلا بذلك ووفق اعتراف العزيزة حياة بان الجنس حاجة بيولوجية للبشر، ما هو المانع ان يكون الانسان صادقا مع نفسه ومع غرائزه ومع شريكه في العلاقة؟
اليس ذلك افضل من الصوم وحمل العقد النفسية او الزواج الدائم الكاذب الذي ينتهي للطلاق؟
لذلك كله اسمحوا لي ان اسميها شطارة ونعم الشطارة وليست من قاموس الدعارة.
وتحياتي للعقول النيرة التي بتوصيفات الدين غير متأثرة

4 Comments:

Blogger Hayat said...

مرحبا بسام ..

شكرا لك ع الرد و الاهتمام ..
و اعجبت بدقة ملاحظتك ..
و قمت بالتعليق ع ملاحظتك في مدونتي قبل ان ارى موضوعك ..

و لكن باختصار ..

تقول:
توصيف هذه العلاقة بالدعارة يعني رفضها ليس على اساس خيار شخصي فحسب بل على اساس حقوقي

ردي:

عندما ذكرت رأيي الشخصي .. اكدت ع دعمي لهذا الحق و طالبت بالتقنين ..
و هنا يجب على القارى ان يفرق بين رايي الشخصي و بين موقفي ذو المرجعيه الحقوقيه المؤمنه بحقوق الانسان و التعدديه ..
فهنا رايي او توصيفي لم يمتد الى مصادرتي لهذا الحق ..

و كان موضوعي .. نقد ديني .. طرح قضيه اجتماعيه .. براي شخصي .. و موقف حقوفي .. و ارى بان هذا الشيء طبيعي في وضعية "مقال عادي" و لن يكون طبيعي لو كان في "نص حقوقي او قانوني " ..

طبعا انا احترم رأيك و ملاحظتك حول هوية و محتوى "المقال" ..

=============

انا ليبراليه .. اؤمن بحقوق الانسان و التعدديه .. و هذا لايمان لن يتعارض عندما اؤمن ايمان شخصي بمصطلح ديني او مبدأ ديني .. او راي شخصي .. لي الحق بتطبيقه ع نفسي .. و ليس لي الحق ان اطبقه ع غيري بحيث اصادر حقه ..

يعتمد المقال ع الابعاد و الاهداف من طرحه ..

و ملاحظتك ستكون في محلها لو كان الموضوع عباره عن نص قانون او حق .. و لكنه لم يكن كذلك لان له اكثر من بعد .. و انا كنت اقصد بان يكون له اكثر من بعد ..

تحياتي

March 17, 2008 at 4:02 AM  
Blogger Bassam said...

اهلا حياة
قبل ان اكتب هذ المقال كتبت تعليقا على مقالك في مدونتك
العزيزةحياة
انت تعلمين ان الهدف من طرح الآراء خلق ثقافة وتوعية وليس بيان موقف سلوك شخصي خاص جدا
وبعبارة ثانية لا فائدة في ان اشرح للناس باني لا احب السمك واسميه خياس مثلا او الشذوذ الجنسي واسميه ....او المتعة واسميها دعارة.الخ
مثل هذا الذوق الشخصي يحق لي ابداؤه حينما اكون في موقف يتطلب ذلك بشكل شخصي ضيق مثلا لو طلب منك شخص ممارسة احد الاشياء الثلاثة بامكانك التعبير عن ذوقك لاحظي انا اسمي ذلك ذوقا خاصا وليس رأيا
فالاراء تصنع ارضية لتشريع القانون
وكما يقال الصحافة سلطة رابعة
فكانت لي على مقالك ملاحظتان
1- انه يجر لنزاع ديني ويذكي الخلاف المذهبي وانا اعلم ان ذلك لا يرضيك كعلمانية متنورة.
2- انه بطريق ما شئت ام ابيت يخلق ثقافة معادية للحقوق فهو يشبه سب وقذف الممارسين للعلاقات المؤقتة حيث يوصمون بالدعارة وهذه نتيجة اخرى لا اراك تقبلين بها من منطلق ما ندين به من المبادئ العلمانية الانسانية ولك تحياتي

March 17, 2008 at 7:10 AM  
Blogger rai said...

اتفق معك عزيزي بسام
في توضيح مقصدك من الفكرة
فقد رات الزميلة حياة بوجوب تقنين بيوت الدعارة وهذا رايها الذي اتفق معها فيه
وانت قد وضحت بان الفكرة هي هي لكن العيب بالمسميات كمثالك للمثليين والذي ايضا اتفق معك فيه :)

كم يسعدني التعلم منكم زميلاي
بسام و حياة
تحياتي لكم

March 17, 2008 at 6:40 PM  
Blogger Bassam said...

العزيزة حياة
الاعلام سلطة رابعة وظيفته خلق مناخ يمهد لاقرار الحقوق ولو على المدى الطويل ومن هنا لا استحسن نقد سلوك يعبر عن تلبية حاجة بيولوجية لفئة من الناس فالنقد يسير في اتجاه سلب الحقوق برغبة من الناقد او بدونها وكما ذكرت فبالرغم من ان شعري يقشعر من الشذوذ الجنسي الا اني لا املك الحق في تجريح اصحابه لذلك اكتم شعوري عن الرأي العام حفاظا على مشاعر المثليين انسانيا وهكذا اصحاب العلاقات العابرة والمؤقتة.
العزيز الشاب علي
شرفتنا واسعدتنا بمتابعتك واهتمامك
ودم لمخلصك بسام

March 18, 2008 at 2:32 PM  

Post a Comment

Subscribe to Post Comments [Atom]

<< Home