Thursday, March 27, 2008

قف انت لست حرا

( الإنسان مجبور على أعماله )
خير المغانم في شرح نهج الطلاسم
(10)

إن تكن حرا غنيا لست مجبورا بحال
كيف أولاك الطوى والحر والبرد النكال
إن تكن حرا فلا تشرب إذا تظمأ الزلال
فعلام الإثم والشرب اضطرار
لست أدري

غرائز الانسان ودواخله تحركه تجاه تصرفاته وسلوكه وكثير من سلوكه يمكن تصنيفه في خانة الاشياء الاجبارية فالشرب بدافع العطش قهري والاكل بدافع الطوى (الجوع) اجباري وممارسة الجنس تحت تأثير حاجة هرمونية غريزية تسلب الاختيار فالسوي ينجذب تجاه الجنس المعاكس والشاذ نحو الجنس المماثل ولا اختيار لاي منهما في تغيير الاتجاه والموجة فقد شاهدنا من يقاتل لتغيير غريزته لاسباب شتى ولكن دون جدوى فهل يصح معاقبة المجبور؟

ولماذا يقطع السارق والكذاب يصلى
وهما قد دفعا بالفعل أو بالكذب قتلا
وإذا لم يزن أرداه الردى جسما وعقلا
فلماذا عاقبوا في دفع ضر
لست أدري

لا تبرير للسرقة والجريمة ولكن ما اكثر الافعال التي يرتكبها الانسان باكراه من الغريزة والحاجة فعند اشتداد الشهوة وعدم تيسر الزواج يضطر للزنا واذا لم يفعل يبتلي بالامراض الجسمية والعقد النفسية فالزنا في هذه الحالة مجرد دفع بلاء وضرر

أي فرق بيننا والحمر عند الاضطرار
فلماذا حد زانينا وما حد الحمار
أين من يملك عقلا عند من تنضي الإزار
وهي حسناء وكل في اغتلام
لست أدري

فعلا لا فرق بين الانسان والحيوان في الدافع الهرموني الغريزي للطعام او الجنس فلماذا لا يعاقب الحيوان اذا زنا بينما توقع اشد العقوبات على الانسان الضعيف المسكين؟
اي عابد او زاهد يمسك نفسه عندما يرى فتاة حسناء تنزع لباسها مقبلة له عارضة نفسها عليه............ا
وهل يبقى له ذرة عقل تحكم سلوكه؟
لا أخاله الا يلتحف معها يضمها وتضمه في حرارة ونشوة لا تضاهي لذات الدنيا مجتمعة.

إنما أنت كسيارة نقل في السرى
هل تجازى لو أتت بالسوء أو من سيرا
فلماذا عاقبوا عند الضرورات الورى
وهم لو لا الضرورات استقاموا
لست أدري

السرى هو السير في الليل والمقصود ان الانسان حاله حال السيارة إذا صدمت واحدثت حادثا فالمسؤولية كاملة تقع على سائقها ومحركها ولا ذنب لها في ذلك لانها مسلوبة الاختيار وهكذا الانسان هناك وقود يشتعل داخله ويحركه تجاه سلوكه فلا ذنب ولا مسؤولية عليه فيما يفعله اضطرارا.

كيف قد جاز لمن قد ساءك قتلا تقتل
ودفاع الجوع بالنهب حراما يجعل
أو ما القتل من السرقة إثما أعضل
فلم السارق لا القاتل يجزى
لست أدري

القتلة يجوبون الارض طولا وعرضا ويحكمون الضعفاء وينهبون حقوقهم ويسلبون لقمة عيشهم ولا ينالهم جزاء يكفيهم ان يتوبوا ليغفر لهم في الدنيا والاخرة اما الفقير الذي لا يجد قوت يومه اذا سرق قطعت يده باسرع وقت.

ما الذي يصنع إن لم يزن أو لاط الغريب
عندما لم يحظ بالعقد نكاحا من نصيب
وهو إن لم يزن يرمى ثم بالداء العصيب
أدفاع الداء فرض أم حرام
لست أدري

المسافر الغريب الذي لا يتيسر له الزواج مضطر للنخاع للزنا وممارسة الجنس بعلاقة عابرة والا اجتاحته الامراض المختلفة نفسية وجسمية ودفع الداء واجب وليس حراما.

2 Comments:

Blogger rai said...

اعجبني عنوانك بكثر اعجابي لي تعليقاتك الرائعة والتي استفيد منها :)

الجنس غريزة كحال الجوع والعطش
ولاتستطيع التحكم بها
ومن يقول بانك لاتسطيع العيش بدون ماكل ومشرب
لكن تستطيع العيش بدون جنس فهو انسان واهي او انه يضحك على نفسه

متابع لدروسك عزيزي

March 27, 2008 at 5:39 PM  
Blogger Bassam said...

مرحبا بالعزيز الشاب علي
هذا من ذوقك الرفيع وحسن خلقك البديع

April 2, 2008 at 12:49 PM  

Post a Comment

Subscribe to Post Comments [Atom]

<< Home